إثنا عشر مبدأ عليك أن تعرفها عن التصميم المادي (Material Design)
التصميم المادي (Material Design) هو أسلوب تصميم طورته شركة جوجل في عام 2014، بهدف توفير تجربة تصميم سلسة وموحدة عبر جميع الأنظمة والمنصات. يعتمد هذا الأسلوب على محاكاة الواقع المادي وخصائصه الطبيعية مثل الضوء، الظلال، والحركة، ليخلق بيئة تصميم بديهية وسهلة الاستخدام للمطورين والمصممين. يهدف التصميم المادي إلى دمج الجماليات مع الوظائف العملية، وهو يتيح للمستخدمين تجربة تفاعلية غنية تتميز بالبساطة والوضوح. في هذا المقال، سنتناول الإثني عشر مبدءاً الأساسية التي يقوم عليها التصميم المادي، والتي يجب على أي مصمم أو مطور أن يكون على دراية بها لفهم جوهر هذا النمط.
1. المواد كأنها حقيقية: استخدام التفاعلات الطبيعية
الركيزة الأساسية للتصميم المادي هي فكرة أن العناصر على الشاشة يجب أن تظهر وكأنها مصنوعة من مادة حقيقية. هذه المواد تأخذ شكل الأسطح المسطحة التي تبدو وكأنها مواد ملموسة مثل الورق أو البلاستيك أو المعدن. كل عنصر في التصميم يجب أن يراعي هذه الفكرة ليعكس نوع المادة من حيث اللون، الظلال، والملمس. الأسطح المصممة باستخدام هذا المبدأ تكون مفرودة وتظهر بوضوح عبر الخلفيات التي تخلق تبايناً يبرز الأجسام المختلفة بشكل جميل.
2. الظلال والطبقات: استخدام العمق والمسافة
الظلال تعد من الأدوات الأساسية في التصميم المادي لأنها تعكس التأثيرات الواقعية للضوء على الأسطح. تعتبر الظلال وسيلة لتحديد الطبقات وخلق الإحساس بالعمق، مما يعزز التفاعل البصري بين المستخدم والعناصر الموجودة على الشاشة. على سبيل المثال، يمكن أن تكون العناصر النشطة أو القابلة للنقر أعلى من الطبقات الأخرى، مما يسهل على المستخدم التمييز بينها. يساهم هذا المبدأ في توجيه نظر المستخدم بطريقة بديهية نحو العناصر الأكثر أهمية أو تفاعلاً.
3. التفاعلات السلسة والرسوم المتحركة: السلاسة في الحركة
واحدة من المبادئ الرئيسية للتصميم المادي هي التفاعل السلس بين العناصر. عند التفاعل مع العناصر المختلفة، مثل الضغط على الأزرار أو التمرير عبر القوائم، يجب أن تكون التفاعلات سلسة وطبيعية. يتم استخدام الرسوم المتحركة لتعزيز هذا الشعور بالتدفق الطبيعي في التطبيقات. فبدلاً من حدوث تغييرات مفاجئة أو غير متوقعة، تتيح الرسوم المتحركة انتقالاً سلساً بين حالات الواجهة المختلفة، مما يحسن من تجربة المستخدم.
4. اللمس والتفاعل الحسي: تفاعل ملموس ومباشر
من أهم خصائص التصميم المادي هو الاهتمام بتجربة اللمس أو التفاعل الحسي. يتطلب تصميم واجهات مادية أن يكون التفاعل مباشرة، بحيث يتمكن المستخدم من تحديد مكان التفاعل بسهولة، سواء كان ذلك من خلال ضغط الأزرار، السحب، أو التمرير. هذه التفاعلات يتم تصميمها لتكون دقيقة وسريعة، مما يعزز من إحساس المستخدم بالتحكم الكامل.
5. بناء واجهات مرنة: التوافق مع مختلف الأجهزة
واحدة من المبادئ الأساسية للتصميم المادي هي القدرة على التكيف مع جميع أنواع الأجهزة. باستخدام التصميم المادي، يتم إنشاء واجهات مستخدم يمكنها التكيف مع مختلف أحجام الشاشات وتنسيقاتها، سواء كان الجهاز هاتفا محمولا، جهازاً لوحياً، أو جهاز سطح مكتب. تصميم المواد يتيح لك تطبيق مبدأ “التصميم المتجاوب” الذي يضمن أن تجربة المستخدم ستظل مريحة وسلسة على جميع الأجهزة.
6. الألوان المستوحاة من الطبيعة: تعزيز وضوح المحتوى
الألوان في التصميم المادي ليست مجرد اختيار جمالي بل جزء أساسي من إنشاء واجهة مستخدم متوازنة. تستخدم الألوان بشكل مدروس لتحديد الأهمية، وتنظيم المحتوى، وتعزيز الانتباه إلى العناصر التفاعلية. يعتمد التصميم المادي على الألوان المسطحة والواضحة التي تُستخدم في تنسيق الأجزاء المختلفة من الواجهة، مما يتيح للمستخدم التعامل مع المحتوى دون تشويش.
7. تمثيل المحتوى بحجم مناسب: توفير توازن مرئي
يُعتبر استخدام الأحجام المتفاوتة في التصميم المادي وسيلة لتنظيم العناصر داخل الواجهة. يتم تحديد حجم الخطوط والأيقونات بشكل مدروس بحيث يعكس أهمية أو أولوية العنصر. على سبيل المثال، العناوين ستكون أكبر حجمًا من النصوص العادية لتسليط الضوء على مضمونها. أيضًا، يمكن التحكم في حجم الأيقونات لتمييز الأزرار أو الاختيارات التي تحتاج إلى تفاعل مباشر.
8. الهيكل البسيط: تنظيم المحتوى بطريقة مرتبة
البساطة هي جوهر التصميم المادي. يجب أن تكون الواجهات بسيطة وسهلة الفهم. يعتمد التصميم المادي على شبكات وتقسيمات مرنة بحيث تكون هناك تدرجات واضحة بين العناصر المختلفة. يساعد هذا التوزيع المتوازن في تحسين التركيز على العناصر الأساسية ويمنع الازدحام البصري.
9. الحواف المدورة: تحسين الانسيابية في التصميم
من الملامح الرئيسية في التصميم المادي هو استخدام الحواف المدورة للأزرار والمربعات والنوافذ. تساهم هذه الحواف في خلق بيئة مريحة للبصر، بعيدًا عن التصميمات الحادة التي قد تبدو قاسية. الحواف المدورة تجعل الواجهة أكثر انسيابية وأقل تعقيدًا، مما يعزز شعور المستخدم بالراحة أثناء التفاعل مع التطبيق.
10. الصوت والتفاعل: تعزيز التجربة عبر الصوت
في التصميم المادي، لا يقتصر الأمر على التفاعل البصري فقط، بل يتم أيضًا دمج التفاعلات الصوتية. الأصوات التي تصاحب التفاعلات تؤدي إلى تحسين تجربة المستخدم وتوفير إشارة فورية لتأكيد الإجراءات التي تم اتخاذها. الصوت، مثلما يحدث عند الضغط على زر أو عند تلقي إشعار، يعزز من التواصل بين المستخدم والنظام ويجعل التفاعل أكثر تفاعلية.
11. التكامل مع البيئة: استجابة للمحتوى المحيط
يسمح التصميم المادي للتطبيقات بالاستجابة للبيئة المحيطة بها، مثل الإضاءة المحيطة أو حركة الجهاز. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تتغير سلوكيات التطبيق بناءً على عوامل بيئية مثل التوجيه أو التحولات في وضع الإضاءة، مما يساهم في خلق تجربة تفاعلية تستجيب بذكاء للمحيط.
12. الشفافية والتوازن: تفاعل المستخدم مع المعلومات
التصميم المادي يعزز من الشفافية في المعلومات المعروضة. يستخدم الشفافية في الألوان والطبقات لتحديد الأولويات بشكل بديهي. من خلال الطبقات المتراكبة والمحتوى الشفاف، يستطيع المستخدم التركيز على المعلومات الأكثر أهمية دون أن يشعر بارتباك أو فوضى بصرية. أيضًا، يساهم الشفافية في إبراز التفاعلات المرنة التي تحدث عند التفاعل مع الواجهة.
خاتمة
من خلال هذه المبادئ الاثني عشر التي يقوم عليها التصميم المادي، يصبح من الواضح أن هذا الأسلوب يهدف إلى إنشاء واجهات تفاعلية عالية الجودة تجمع بين الجمالية والوظائف العملية. تعتمد فلسفة التصميم المادي على محاكاة المواد الواقعية ودمج التفاعلات السلسة والمحتوى الذي يركز على المستخدم. كما تساهم هذه المبادئ في ضمان أن التطبيقات والواجهات ليست فقط جذابة بصريًا بل أيضًا مرنة وفعالة في استخدام الموارد.
